مصر العربيه
حالة من الغضب الشديد تنتاب أهالي محافظة المنيا بسبب "مصرف المحيط"، الذي يمثل كارثة بيئية وصحية تهدد جميع القرى الواقعة على امتداد المصرف؛ حيث تصب مياهه المحملة بمخلفات الصرف الزراعي والصناعي والمبيدات في نهر النيل مباشرة.
وعلى بعد مسافات قريبة من المصب تقع محطات لمياه الشرب، ما يؤدي إلى اختلاطها بمياه المصرف وتلوثها، ما دفع المحافظة للاستعانة بأحد أهم الخبراء الألمان المتخصصين في مشاكل المياه في العالم، بهدف إيجاد حلول بيئية وآمنة للمصرف.
قرية إطسا التابعة لمركز إطسا، والعديد من القرى المجاورة لها، تعاني بسبب المخاطر الصحية التي يسببها مصرف المحيط لأهالي القرية والقرى المجاورة، كما يؤثر على الثروة السمكية وإنتاجية الأراضي الزراعية، فضلاً عن التسبب في انتشار الحشرات الضارة .
"مصر العربية"، انتقلت إلى قرية إطسا إحدى تلك القرة المتضررة، الواقعة على الجانب الغربي لنهر النيل، ورصدت معاناة الأهالي .
محمود حسن، أحد سكان القرية، قال لـ "مصر العربية" إنه مر على إنشاء المصرف أكثر من 24 عامًا، عندما تم الانتهاء منه عام 1991، موضحًا أنه يمتد من مركز ملوي جنوب محافظة المنيا مرورًا بمراكز أبوقرقاص والمنيا، حتى ينتهي بقرية إطسا التابعة لمركز سمالوط، ويصب أكثر من 10 آلاف متر مكعب من مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي، داخل نهر النيل مباشرة .
سيد صلاح، أحد أهالي القرية، قال لـ "مصر العربية": "الأضرار الناجمة عن تلك المصرف، بداية من إصابة عدد من أهالي القرية بأمراض الكلى والكبد، وتسببها في وفاتهم، وإصابة العديد من الأطفال بأمراض الجلد، فضلاً عن التأثير السلبي على إنتاجية الأراضي الزراعية التي تروى من تلك المياه، وكذلك التأثير على الثروة السمكية، بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، والمواد الكيماوية الناتجة عم الصرف الصناعي والزراعي".
"المصرف جاب لنا الأمراض.. بنشرب مية مجاري.. حرام على الحكومة علشان مش سائلة فينا"، بهذه الكلمات أكد شعبان عبدالله، أحد أهالي القرية، والذي يقوم بتعبئة براميل من مياه نهر النيل وتوصيلها إلى عمال المحاجر بالجبل الشرقي، للشرب منها، على تجاهل الدولة لمشكلة مصرف المحيط، رغم رفعهم عدة شكاوى لردم هذا المصرف وتحويله إلى الجبل الغربي واستخدام مياهه كسماد طبيعي لزراعة الأراضي.
وأضاف شعبان، أن "مياه المصرف تسببت في إصابة 50 من أهالي القرية بمرض الفشل الكلوي، فضلاً عن إصابة الاطفال بالجرب، بسبب الانتشار الكبير للناموس والبعوض" .
حسن محمد، أحد طلاب القرية، قارن بين مياه الشرب الخارجة من "حنفيات" المنازل وبين المياه الخارجة من أجهزة الفلاتر، وأوضح تغير لون مياه الحنفيات بسبب تلوث نهر النيل بمياه مصرف المحيط، مؤكدًا تناول غالبية أهالي القرية من مياه الحنفيات الموثة، خاصة أنهم ليس لديهم القدرة على شراء فلاتر المياه .
وطالب أهالي القرية، بتحويل مصب مصرف المحيط، إلى الصحراء الغربية بدلاً من نهر النيل، واستخدامها كسماد طبيعي في استصلاح الصحراء، واستغلال تلك المساحات من الصحراء وزراعتها كأشجار تستفيد الدولة من أخشابها .
ومن جانبه قال اللواء صلاح الدين زيادة، محافظ المنيا، إنه تم البدء في علاج مشاكل مصرف المحيط، من خلال الاستعانة بأحد أهم الخبراء الألمان المتخصصين في مشاكل المياه في العالم، بهدف إيجاد حلول بيئية وآمنة لمصرف.
ولفت إلى أنه أثناء زيارته لألمانيا يونيو الماضي اتفق مع الجانب الألماني لترشيح أحد الخبراء لوضع حلول نهائية وعملية لمشكلة مصرف المحيط، الذي يعد كارثة بيئية وصحية تهدد جميع القرى .