أصبح الحصول على مياه شرب امنه من الامور الصعبه ، وحلما لملايين المصريين ، وذلك بسبب تلوث المصدر الرئيسى للمياه وهو نهر النيل فضلا عن الاسباب الاخرى . وبالرغم من ان نهر النيل يعد المصدر الرئيسى لمياه الشرب فى مصر بنسبه 85% والباقى مياه جوفيه ألا انه يعانى من اشكال مختلفه من التلوث، سواء من خلال القاء المخلافات الصناعيه او مياه الصرف الصحى فيه .أو بسبب صلاحية شبكات المياه ،وضعف كفاءه المحطات الخاصه بتنيقية المياه (water treatment stations)،على الرغم من قيام محطات المياه بالقضاء على التلوث( البكتولوجى ) بنسبه 95% إلا انها لا تستطيع القضاء على التلوث الكميائى إلا بنسبه 40% فقط . فضلا عن وجود فيما لا يقل عن (9000)وحده نهريه عائمه تلقى بمخلفاتها فى مياه النهر. ويتلفى نهر النيل كل عام فيما لا يقل عن 30 مليون متر مكعب سنويا من مياه الصرف الصناعى سنويا تقف شركة مياه الشرب عاجزه أمامه. وترجع خطورة مياه الصرف الصناعى فى وجود مواد ساميه شديده الخطوره .
ويعد الصرف الصحى اهم مصدر لتلوث مياه الشرب ، نظرا لما تحتويه من ملوثات بيولوجية وكميائيه مجمعه من 5 الاف حوض بالقرى النائيه تصب مباشرة دون معالجه فى المصارف. وتعد مياه الصرف الصحى مسئوله عن 70% من تلوث مياه الشرب بسبب سوء التخطيط ، حيث يمكن استغلال ميه الصرف الصحى بعد المعالجه فى خدمة البيئه عن طريق رش الشوارع ورى الحدائق ورى الاشجار لأنتاج الخشب، كبديل عن مياه النيل. كشف خبراء المياه والصرف الصحى اسباب اخرى لتلوث المياه تتمثل فى عدم فاعليه تنقيه المياه ، حيث أكد ان بعض محطات تنقيه المياه اما معطله وجارى احلالها أو انها لا تقوم بمعالجه كامله للمياه ،مما يؤدى الى صرفها إما غير معالجة او معالجه جزئيا الى بحيرات، ومن ثم يتم رفعها اللى مجارى المياه العذبه وهى محمله بالمواد العضويه ومسببات الامراض والطفيليات.
ويؤكد خبراء مياه الشرب أن عمليات التعقيم لا تنجح فى أزاله المواد التى تدخلت فى تركيب المياه نفسها والمواد العضويه الذائبه فى الماء والمبيدات التى زادت تركيزها بسبب كثره استخدام المبيدات وصرفها على مياه النيل .حيث أن محطات مياه الشرب فى مصر تعمل معظمها بطرق تقليديه بدائيه تعتمد على تنقيه المياه من المواد العالقه الغير مذابه وتطهيرها من البكتريا دون النظر الى المركبات الكميائية الخطرة التى تنشا بسبب عملية المعالجه، فزياده نسبه الكلور عن الحد المسموح به عالميا تؤدى الى الاصابه بالسرطان والاورام الخبيثه للكبد والكلى والمثانه - تحتل مصر المركز الاول عالميا لمرض الفشل الكلوى - وهو ما يلجأ اليه بعض الفنيين فى المحطات لتجنب التلوث الذى قد يحدث اثناء مرور المياه بالمواسير التى تهالكت وأصبحت اكبر مصدر لتلوث المياه .فقد لجأ بعض من الاهالى القادرين بمواجهه هذه المشكله بأستخدام فلتر ماء منزليwater filter ، فهل فلاتر المياه المنزلية هى الحل ؟
أن المحافظه على مياه الشرب من التلوث تقتضى مراعاة مجموعة من الاجراءات والترتيبات ، يجب تفعيل القرارات والقوانيين التى من شانها الحفاظ على مياه النيل والتصدى لاى مصدر من مصادر التلوث مثل القرار الوزارى 204 لسنه 2009 فى شأن حماية نهر النيل والمجارى المائيه من التلوث.احلال وتجديد محطات مياه الشرب وتفعيل الرقابه على هذه المحطات وأنشاء محطات تحليه المياه المالحه reverse osmosis water treatment. عوضا عن أستخدام مياه الصرف الصحى ومياه الصرف الصناعى ،وان يتم احلال وتجديد شبكات مياه الشرب فهى من اكبر اسباب تلوث مياه الشرب. ويتم معاقبه الوحدات النهريه التى تلقى بمخلفاتها فى النهر بعدم الترخيص للوحدات المخالفه مجدد.
بقلم
محمود بكر